الاستعمار جريمة ضد الإنسانية




النظام الاستعماري جريمة ضد الإنسانية وليس نظاما سياسيا منحرفا (قاسيا وظالما إلخ ...)

الاستعمار جريمة ضد الإنسانية
الأربعاء 27 ديسمبر 2012
في خطابه أمام البرلمان الجزائر ادعي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيعترف بالحقيقة أمام نواب الشعب. قال أن الجزائر قد أخضعت لنظام قاس وظالم. فهل هذه هي الصفات المطبقة للحقيقة التاريخية? بكل تأكيد لا. والواقع أن النظام استعماري نظام إجرامي وهناك مطالبة من المجتمع المدني والمنظمات الحكومية في العالم عملت لتحويله إلي جريمة ضد الإنسانية كي لا يفلت المجرمون من العقاب و لا تسقط جرائهم بالتقادم. فمن أين جاء فرانسوا هولاند بتلك الأوصاف للنظام استعماري يا تري ?
يلاحظ أن هذه المفردات التي وصف بها نظامه الاستعماري الذي كرسته الجمهورية الثانية(1848) هي نفس العبارات التي استعملها المثقفون الجزائريون لوصف نظام الحكم في الجزائر في رسالتهم الموجهة للرئيس بوتفليقة والتي نشرت في الخبر يوم 12 أفريل 2011. هل استلهم فرنسوا هولاند رسالة المثقفين الجزائريين الموجهة للرئيس بوتفليقة?ولماذا استعمل نفس العبارات التي استعملها الجزائريون في وصف نظامهم?

لكن كيف وصف المثقفون الفرنسيون النظام استعماري? لدينا عل الأقل وصفين اثنين: الأول ورد في رسالة ديك وكفيل الثانية حول الجزائر (وقد نشرت رابطها) هو يورد الأفعال التي يفترض أن إمبراطور الصين يقوم بها في فرنسا ثم يقر في الأخير بأن (ذلك ما فعلتموه في الجزائر) أما الثانية فهي رسالة 121مثقفا فرنسيا أثناء ثورة التحرير حيث يعتبرون أن الحرب إجرامية وتقوم بها طغمة في الجيش الفرنسي  في غياب الرأي العام الفرنسي. استعمل الفرنسيون وصف (الإجرامي) لفعل نظامهم وذلك في عهد الحكم الاشتراكي. لقد تراجعت هولاند كثيرا حين وصفه بالنظام الوحش الظالم.يبين ذلك أن الاعتبارات الانتخابية تحكم اليمين واليسار معا بنفس الشروط: تمجيد الاستعمار للتقرب من اليمين المتطرف المسيطر علي الناخبين من الفئات الشعبية الناقمة. لا فرق بين يمين ويسار عندما يتعلق الأمر بمد فرنسا التاريخية مازالت قيم الجمهورية رهينة للنزعة الإمبراطورية. يستوي في ذلك اليمين واليسر. لا ننس أبدا أن الأمير عبد القادر نفسه قد كان ضحية للتغيير السياسي في باريس: ناقش شروط توقيف القتال عل أساس وعد ابن الملك لكن الانقلاب الذي قام به الجمهوريون عام 1948 جعله يقضي سنتين في السجن. هؤلاء الجمهوريون هم الذين ادخلوا الجزائر باعتبارها (مقاطعة ) فرنسية في الدستور الذي أعدوه بعد الانقلاب غيروا بذلك وضعها القانوني والدستوري من أرض أجنبية محتلة إل أرض فرنسية مع كل ما ترتب عن ذلك. لقد وعد وزير المجاهدين بدراسة خطاب الرئيس الفرنسي للرد عليه. كان ذلك حكمة منه .نرجو أن تأخذ الدراسة بعدها التاريخي والقانوني الكامل.
النظام الاستعماري جريمة ضد الإنسانية وليس نظاما سياسيا منحرفا...
العصر الجديد الذي يدعو إليه هولاند عرفته الجمهوريات السابقة: تقديم الاستعمار في شكل نظام سياسي بينما هو في الواقع جريمة موصوفة  غير قابلة للتقادم: جريمة ضد الإنسانية، وفي ذلك تلتقي دعوته مع دعاة الاعتذار:فالهدف واحد هو التخلص من جرائم الماضي للتفرغ لمكاسب المستقبل. المنطق الاستعماري مازال ساريا على الضفتين: بنياته الذهنية والسياسية والثقافية ما زالت قائمة. البنية المؤسساتية يعاد تأهيلها لتقبل في المستقبل ما كانت ترفضه في الماضي. الأزمة مبرر كاف لتقريب المسافات واستدراك ما فات. التركيبة البشرية التي ولدتها الأزمة هناك وأنتجها الفساد هنا قادرة على حمل المشروع الجديد: من تقبيل الأيدي إلى التجنيد في جيوش الغير وتقسيم الإقليم الوطني  بين نفوذ شركات متنافسة: فإقليم الشمس للألمان والذهب الأسود للأمريكيين والذهب الرمادي للفرنسيين. والتاريخ للأسرة الثورية تجهد حبالها الصوتية للحصول على اعتذار...

ساهم في نشر الموضوع و لك جزيل الشكر!



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

0 التعليقات:

إرسال تعليق